Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 93-93)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { خُذُواْ مَآ آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَٱسْمَعُواْ } . قال بعض العلماء هو من السمع بمعنى الإجابة ، ومنه قولهم سمعاً وطاعة أي إجابة وطاعة ، ومنه سمع الله لمن حمده في الصلاة أي أجاب دعاء من حمده ، ويشهد لهذا المعنى قوله { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } النور 51 ، وهذا قول الجمهور ، وقيل إن المراد بقوله { وَٱسْمَعُواْ } أي بآذانكم ، ولا تمتنعوا من أصل الاستماع . ويدل لهذا الوجه أن بعض الكفار ربما امتنع من أصل الاستماع خوف أن يسمع كلام الأنبياء ، كما في قوله تعالى عن نوح مع قومه { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } نوح 7 . وقوله عن قوم نبينا صلى الله عليه وسلم { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } فصلت 26 ، وقوله { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } الحج 72 ، وقوله { قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } . لأن السمع الذي لا ينافي العصيان هو السمع بالآذان دون السمع بمعنى الإجابة .