Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 135-135)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ } . أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة أن يقول للكفار الذين يقترحون عليه الآيات عناداً وتعنُّتاً كل منا ومنكم متربِّص ، أي منتظر ما يحل بالآخر من الدوائر كالموت والغلبة . وقد أوضح في غير هذا الموضع أن ما ينتظره النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون كله خير ، بعكس ما ينتظره ويتربص الكفار . كقوله تعالى { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } التوبة 52 ، وقوله { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } التوبة 98 الآية ، إلى غير ذلك من الآيات . والتربص الانتظار . قوله تعالى { فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار سيعلمون في ثاني حال مَن أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى . أي وفق لطريق الصواب والديمومة على ذلك . وأمر نبيه أن يقول ذلك للكفار . والمعنى سيتضِح لكم أنا مُهتدون ، وأنا على صراط مستقيم ، وأنكم على ضلال وباطل . وهذا يظهر لهم يوم القيامة إذا عاينوا الحقيقة ، ويظهر لهم في الدنيا لِما يرونه من نصر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم . وهذا المعنى الذي ذكره هنا بينه في غير هذا الموضع . كقوله { وََسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً } الفرقان 42 ، وقوله { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } القمر 26 ، وقوله { وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِين } ص 88 إلى غير ذلك من الآيات والصراط في لغة العرب الطريق الواضح . والسوي المستقيم ، وهو الذي لا اعوجاج فيه . ومنه قول جرير @ أمير المؤمنين على صراط إذا اعوج الموارد مستقيم @@ و " مَن " في قوله { مَنْ أَصْحَابُ } قال بعض العلماء هي موصولة مفعول به لـ " تعلمون " . وقال بعضهم هي استفهامية معلقة لفعل العلم ، كما قدمنا إيضاحه في " مريم " والعلم عند الله تعالى .