Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 47-47)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ألف الاثنين في قوله " فَأتياه " راجعة إلى موسى وهارون . والهاء راجعة إلى فرعون . أي فأتيا فرعون " فقولا " له " إنا رسولان إليك من ربك فأرسل معنا بني إسرائيل " أي خل عنهم وأطلقهم لنا يذهبون معنا حيث شاؤوا ، ولا تعذبهم . العذاب الذي نهى الله فرعون أن يفعله ببني إسرائيل هو المذكور في سورة " البقرة " في قوله { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ } البقرة 49 ، وفي سورة " إبراهيم " في قوله تعالى { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } إبراهيم 6 الآية ، وفي سورة " الأعراف " في قوله تعالى { وَإِذ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ } الأعراف 141 الآية . وفي سورة " الدخان " في قوله { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } الدخان 30 - 31 وفي سورة " الشعراء " في قوله { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ } الشعراء 22 الآية . وما أمر به الله موسى وهارون في آية " طه " هذه من أنهما يقولان لفرعون إنهما رسولا ربه إليه ، وأنه يأمره بإرسال بني إسرائيل ولا يعذبهم أشار إليه تعالى في غير هذا الموضع ، كقوله في سورة " الشعراء " { فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } الشعراء 16 - 17 . تنبيه فإن قيل ، ما وجه الإفراد في قوله { إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } في " الشعراء " ؟ مع أنهما رسولان ؟ كما جاء الرسول مثنى في " طه " فما وجه التثنية في " طه " والإفراد في " الشعراء " ، وكل واحد من اللفظين المثنى والمفرد يراد به موسى وهارون ؟ فالذي يظهر لي والله تعالى أعلم أن لفظ الرسول أصله مصدر وصف به ، والمصدر إذا وصف به ذكر وأفرد كما قدمنا مراراً . فالإفراد في " الشعراء " نظراً إلى أن أصل الرسول مصدر . والتثنية في " طه " اعتداداً بالوصفية العارضة وإعراضاً عن الأصل ، ولهذا يجمع الرسول اعتداداً بوصفيته العارضة ، ويفرد مراداً به الجمع نظراً إلى أن أصله مصدر . ومثال جمعه قوله تعالى { تِلْكَ ٱلرُّسُلُ } البقرة 253 الآية ، وأمثالها في القرآن . ومثال إفراده مراداً به الجمع قول أبي ذؤيب الهذلي @ ألكني إليها وخير الرسول أعلمهم بنواحي الخبر @@ ومن إطلاق الرسول مراداً به المصدر على الأصل قوله @ لقد كذب الواشون ما فهت عندهم بقول ولا أرسلتهم برسول @@ أي برسالة . وقول الآخر @ ألا بلغ بني عصم رسولا بأني عن فتاحتكم غني @@ يعني أبلغهم رسالة . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ } يراد به جنس الآية الصادق بالعصا واليد وغيرهما . لدلالة آيات آخر على ذلك . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } يدخل فيه السلام على فرعون إن اتبع الهدى . ويفهم من الآية أن من لم يتبع الهدى لا سلام عليه ، وهو كذلك . ولذا كان في أول الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم " بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى . أما بعد فإنى أدعوك بدعاية الإسلام " إلى آخر كتابه صلى الله عليه وسلم .