Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 26-27)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الكفار لعنهم الله قالوا عليه إنه اتخذ ولداً . وقد بينا ذلك فيما مضى بياناً شافياً في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك . سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً . وبين هنا بُطلان ما ادعوه على ربهم من اتخاذ الأولاد وهم في زعمهم الملائكة بحرف الإضراب الإبطالي الذي هو " بل " مبيناً أنهم عباده المكرمون ، والعبد لا يمكن أن يكون ولداً لسيِّده . ثم أثنى على ملائكته بأنهم عباد مكرمون ، لا يسبقون ربهم بالقول أي لا يقولون إلا ما أمرهم أن يقولوه لشدة طاعتهم له { وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } . وما أشار إليه في هذه الآية الكريمة من أن الملائكة عبيده وملكه ، والعبد لا يمكن أن يكون ولداً لسيده أشار له في غير هذا الموضع . كقوله في " البقرة " { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } البقرة 116 ، وقوله في " النساء " { إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ وما فِي ٱلسَّمَاوَات وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } النساء 171 أي والمالك بكل شيء لا يمكن أن يكون له ولد . لأن الملك ينافي الولدية ، ولا يمكن أن يوجد شيء سواه إلا وهو ملك له جل وعلا . وما ذكره في هذه الآية الكريمة من الثناء على ملائكته عليهم صلوات الله وسلامه بينه في غير هذا الموضع . كقوله تعالى . { عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } التحريم 6 ، وقوله تعالى { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَاماً كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } الانفطار 10 - 12 ، وقوله تعالى { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ } الأنبياء 19 - 20 إلى غير ذلك من الآيات . مسألة أخذ بعض العلماء من هذه الآية الكريمة وأمثالها في القرآن أن الأب إذا ملك ابنه عتق عليه بالملك . ووجه ذلك واضح . لأن الكافر زعموا أن الملائكة بنات الله . فنفى الله تلك الدعوى بأنهم عباده وملكه . فدل ذلك على منافاة الملك للولدية ، وأنهما لا يصح اجتماعهما . والعلم عند الله تعالى .