Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 9-9)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بين جل وعلا في هذه الآيات أنه أرسل الرسل إلى الأمم فكذبوهم ، وأنه وعد الرسل بأن لهم النصر والعاقبة الحسنة ، وأنه صدق رسله ذلك الوعد فأنجاهم . وأنجى معهم ما شاء أن ينجيه … والمراد به من آمن بهم من أممهم ، وأهلك المسرفين وهم الكفار المكذبون للرسل ، وقد أوضح هذا المعنى في مواضع كثيرة من كتابه ، كقوله تعالى { حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْأَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْمُجْرِمِينَ } يوسف 110 ، وقوله { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } إبراهيم 47 ، وقوله تعالى { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ } إبراهيم 13 - 14 ، وقوله { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } الصافات 171 - 173 ، وقوله تعالى { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } هود 58 الآية ، وقوله تعالى { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } هود 66 الآية ، وقوله { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } هود 94 الآية ، إلى غير ذلك من الآيات . والظاهر أن " صدق " تتعدى بنفسها وبالحروف ، تقول صدقته الوعد ، وصدقته في الوعد . كقوله هنا { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ ٱلْوَعْدَ } ، وقوله { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } آل عمران 152 . فقول الزمخشري " صدقناهم الوعد " كقوله " واختار موسى قومه سبعين رجلاً " لا حاجة إليه ، والله أعلم . والإسراف مجاوزة الحد في المعاصي كالكفر ، ولذلك يكثر في القرآن إطلاق المسرفين على الكفار .