Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 58-58)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر جل وعلا في هذه الآية : أن المؤمنين الذين هاجروا في سبيل الله ، ثم قتلوا بأن قتلهم الكفار في الجهاد ، لأن هذا هو الأغلب في قتل من قتل منهم ، أو ماتوا على فرشهم حتف أنفهم في غير جهاد ، أنه تعالى أقسم ليرزقهم رزقاً حسناً وأنه خير الرازقين ، وما تضمنته هذه الآية الكريمة مما ذكرنا جاء مبيناً في غير هذا الموضع . أما الذين قتلوا في سبيل الله : فقد بين الله جل وعلا أنه يرزقهم رزقاً حسناً ، وذلك في قوله تعالى { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [ آل عمران : 169 ] ولا شك أن ذلك الذي يرزقهم رزق حسن ، وأما الذين ماتوا في غير قتال المذكورين في قوله هنا : أو ماتوا ، فقد قال الله فيهم { وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ } [ النساء : 100 ] ولا شك أن من وقع أجره على الله : أن الله يرزقه الرزق الحسن كما لا يخفى . والأحاديث الدالة على ذلك كثيرة . وقد ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية طرفاً منها والعلم عند الله تعالى ، وقوله تعالى في هذه الآية { ثُمَّ قُتِلُوۤاْ } قرأه ابن عامر بتشديد التاء والباقون بتخفيفها .