Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 38-38)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ } . الظاهر أن اللام في قوله : { لِيَجْزِيَهُمُ } ، متعلقة بقوله : { يُسَبِّحُ } أي يسبحون له ، ويخافون يوماً ليجزيهم الله أحسن ما عملوا . وقوله في هذه الآية الكريمة : ويزيدهم من فضله ، الظاهر أن هذه الزيادة من فضله تعالى ، هي مضاعفة الحسنات ، كما دل عليه قوله تعالى : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [ الأنعام : 160 ] ، وقوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا } [ النساء : 40 ] ، وقوله تعالى : { وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ } [ البقرة : 261 ] . وقال بعض أهل العلم : الزيادة هنا كالزيادة في قوله : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [ يونس : 26 ] والأصح : أن الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ، وذلك هو أحد القولين في قوله تعالى : { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } [ ق : 3 ] . وقد قدمنا قول بعض أهل العلم : أن قوله تعالى : { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } ونحوها من الآيات يدل على أن المباح حسن ، لأن قوله : أحسن ما عملوا صيغة تفضيل ، وأحسن ما عملوا هو ما تقرّبوا به الى الله من الواجبات والمستحبات ، وصيغة التفضيل المذكورة تدل على أن من أعمالهم حسناً لم يجزه وهو المباح . قال في مراقي السعود :