Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 60-60)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن الكفار إذا قيل لهم : اسجدوا للرحمن أي قال لهم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمون ، تجاهلوا الرحمن ، وقالوا : وما الرحمن ، وأنكروا السجود له تعالى ، وزادهم ذلك نفوراً عن الإيمان والسجود للرحمن ، وما ذكره هنا من أنهم أمروا بالسجود له وحده جل وعلا جاء مذكوراً في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { لاَ تَسْجُدُواْ لِلشَّمْسِ وَلاَ لِلْقَمَرِ وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } [ فصلت : 37 ] . وقوله تعالى : { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ } [ النجم : 62 ] وقد وبخهم تعالى على عدم امتثال ذلك في قوله تعالى : { وَإِذَا قُرِىءَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْآنُ لاَ يَسْجُدُونَ } [ الإنشقاق : 21 ] . وقوله تعالى : { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرْكَعُواْ لاَ يَرْكَعُونَ } [ المرسلات : 48 ] وتجاهلهم للرحمن هنا أجابهم عنه تعالى بقوله : { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ خَلَقَ ٱلإِنسَانَ عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } [ الرحمن : 1ـ4 ] . وقوله تعالى : { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } [ الإسراء : 110 ] . وقد قدمنا طرفاً من هذا في الكلام على هذه الآية ؛ وقد قدمنا أيضاً أنهم يعلمون أن الرحمن هو الله ، وأن تجاهلهم له تجاهل عارف ، وأدلة ذلك . وقوله هنا : وزادهم نفوراً ، جاء معناه في غير هذا الموضع كقوله تعالى : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } [ الإسراء : 41 ] . وقوله تعالى : { بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ } [ الملك : 21 ] إلى غير ذلك من الآيات .