Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 117-120)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى هنا عن نوح : { قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } أوضحه في غير هذا الموضع كقوله : { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } [ نوح : 5ـ7 ] وقوله هنا : { فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً } أي احكم بيني وبينهم حكماً ، وهذا الحكم الذي سأل ربه إياه هو إهلاك الكفار ، وإنجاؤه هو ومن آمن معه ، كما أوضحه تعالى في آيات أخر كقوله تعالى : { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ } [ القمر : 10 ] وقوله تعالى : { وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } [ نوح : 26 ] إلى غير ذلك من الآيات ، وقوله هنا عن نوح : { وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } قد بين في آيات كثيرة أنه أجاب دعاءه هذا كقوله هنا : { فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } ، وقوله تعالى : { فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ } [ العنكبوت : 15 ] الآية ، وقوله تعالى : { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } [ الصافات : 75ـ76 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة . وقوله هنا : { ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ ٱلْبَاقِينَ } جاء موضحاً في آيات كثيرة كقوله تعالى : { فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [ العنكبوت : 14 ] وقوله تعالى : { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } [ هود : 37 ] إلى غير ذلك من الآيات ، والمشحون المملوء ومنه قول عبيد بن الأبرص : @ شحنا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذل من الصراط @@ والفلك : يطلق على الواحد والجمع ، فإن أطلق على الواحد جاز تذكيره كقوله هنا : { فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } وإن جمع أنث ، والمراد بالفلك هنا بالسفينة ، كما صرح تعالى بذلك في قوله : { فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ ٱلسَّفِينَةِ } [ العنكبوت : 15 ] الآية .