Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 56-56)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن نبيه صلى الله عليه وسلم لا يهدي من أحب هدايته ، ولكنه جل وعلا هو الذي يهدي من يشاء هداه ، وهو أعلم بالمهتدين . وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية جاء موضحاً في آيات كثيرة كقوله تعالى : { إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ } [ النحل : 37 ] الآية . وقوله : { وَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [ المائدة : 41 ] إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه . وقوله : { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } جاء معناه موضحاً في آيات كثيرة كقوله : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ } [ النجم : 30 ] وقوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } [ الأنعام : 117 ] والآيات بمثل ذلك كثيرة ، وقد أوضحنا سابقاً أن الهدى المنفى عنه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى هنا : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } هو هدى التوفيق ، لأن التوفيق بيد الله وحده ، وأن الهدى المثبت له صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [ الشورى : 52 ] هو هدى الدلالة على الحق والإرشاد إليه ، ونزول قوله تعالى : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } في أبي طالب مشهور معروف .