Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 10-10)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ هذا الحرف نافع وابن كثير وأبو عمرو ، كان عاقبة : بضم التاء اسم كان ، وخبرها السوأى وقرأه ابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي : ثم كان عاقبة الذين بفتح التاء ، خبر كان قدم على اسمها على حد قوله في الخلاصة : @ وفي جميعها توسط الخبر أجز … @@ وعلى هذه القراءة فالسوأى اسم كان ، وإنما جرد الفعل من التاء مع أن السوأى مؤنثة لأمرين : الأول : أن تأنيثها غير حقيقي . والثاني : الفصل بينها وبين الفعل كما هو معلوم . وأما على قراءة ضم التاء فوجه تجريد الفعل من التاء هو كون تأنيث العاقبة غير حقيقي فقط . وأظهر الأقوال في معنى الآية عندي ، أن المعنى على قراءة ضم التاء ، كانت عاقبة المسيئين السوأى وهي تأنيث الأسوإ ، بمعنى الذي هو أكثر سوءاً : أي كانت عاقبتهم العقوبة ، التي هي أسوأ العقوبات ، أي أكثرها سوءاً وهي النار أعاذنا الله ، وإخواننا ، المسلمين منها . وأما على قراءة فتح التاء ، فالمعنى : كانت السوأى عاقبة الذين أساءوا ، ومعناه واضح مما تقدم ، وأن معنى قوله . أن كذبوا : أي كانت عاقبتهم أسوأ العقوبات لأجل أن كذبوا . وهذا المعنى تدل عليه آيات كثيرة توضح أن الكفر والتكذيب قد يؤدي شؤمه إلى شقاء صاحبه ، وسوء عاقبته ، والعياذ بالله . كقوله تعالى : { فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [ الصف : 5 ] . وقوله : { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } [ البقرة : 10 ] . وقوله : { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مَّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ ٱللَّهِ وَقَتْلِهِمُ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : 155 ] . وقد أوضحنا الآيات الدالة على هذا في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ آذَانِهِمْ وَقْراً } [ الإسراء : 46 ] ، وفي الأعراف في الكلام على قوله تعالى : { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ } [ الأعراف : 101 ] وفي غير ذلك . وبما ذكرنا تعلم أن قول من قال : إن السوأى منصوب بأساءوا : أي اقترفوا الجريمة السوأى خلاف الصواب . وكذلك قول من قال : إن أن في قوله : أن كذبوا تفسيرية ، فهو خلاف الصواب أيضاً ، والعلم عند الله تعالى .