Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 22-22)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة البقرة في الكلام ، على قوله تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [ البقرة : 164 ] الآية . وقوله : { وَٱخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ } قد أوضح تعالى في غير هذا الموضع : أن اختلاف ألوان الآدميين واختلاف ألوان الجبال ، والثمار ، والدواب ، والأنعام كل ذلك من آياته الدالة على كمال قدرته ، واستحقاقه للعبادة وحده . قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ ٱلْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُود وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ } [ فاطر : 27ـ28 ] ، واختلاف الألوان المذكورة من غرائب صنعه تعالى وعجائبه ، ومن البراهين القاطعة على أنه هو المؤثر جل وعلا ، وأن إسناد التأثير للطبيعة من أعظم الكفر والضلال . وقد أوضح تعالى إبطال تأثير الطبيعة غاية الإيضاح بقوله في سورة الرعد : { وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ } [ الرعد : 4 ] إلى قوله : { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [ الرعد : 4 ] وقرأ هذا الحرف حفص وحده عن عاصم { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالَمِينَ } بكسر اللام : جمع عالم الذي هو ضد الجاهل . وقرأه الباقون : للعالمين بفتح اللام كقوله : رب العالمين .