Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 54-54)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً } . قد بين الله تعالى الضعف الأول الذي خلقهم منه في آيات من كتابه ، وبين الضعف الأخير في آيات أخر ، قال في الأول : { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } [ المرسلات : 20 ] وقال : { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } [ النحل : 4 ] وقال تعالى : { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ } [ يس : 77 ] الآية . وقال : { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } [ الطارق : 5ـ6 ] وقال : { كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ } [ المعارج : 39 ] إلى غير ذلك من الآيات . وقال في الضعف الثاني : { وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ } [ النحل : 70 ] و [ الحج : 5 ] وقال : { وَمَن نّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } [ يس : 68 ] إلى غير ذلك من الآيات ، وأشار إلى القوة بين الضعفين في آيات من كتابه كقوله : { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } [ النحل : 4 ] وإطلاقه نفس الضعف ، على ما خلق الإنسان منه ، قد أوضحنا وجهه في سورة الأنبياء في الكلام على قوله تعالى : { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } [ الأنبياء : 37 ] الآية . وقرأ عاصم وحمزة من ضعف في المواضع الثلاثة المخفوضين ، والمنصوب بفتح الضاد في جميعها ، وقرأ الباقون بالضم . واختار حفص القراءة بالضم وفاقاً للجمهور : للحديث الوارد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق عطية العوفي أنه أعنى ابن عمر قرأ عليه صلى الله عليه وسلم : من ضعف بفتح الضاد ، فرد عليه صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يقرأها بضم الضاد ، والحديث رواه أبو داود والترمذي وحسنه ، ورواه غيرهما والعلم عند الله تعالى .