Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 56-56)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن الكفار إذا بعثوا يوم القيامة ، وأقسموا أنهم ما لبثوا غير ساعة يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان ، ويدخل فيهم الملائكة ، والرسل ، والأنبياء ، والصالحون : والله لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث ، فهذا يوم البعث ، ولكنكم كنتم لا تعلمون . وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء موضحاً في سورة يس على أصح التفسيرين ، وذلك في قوله تعالى : { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَاَ } [ يس : 52 ] . والتحقيق أن هذا قول الكفار عند البعث ، والآية تدل دلالة لا لبس فيها ، على أنهم ينامون نومة قبل البعث كما قاله غير واحد ، وعند بعثهم أحياء من تلك النومة التي هي نومة موت يقول لهم الذين أوتوا العلم والإيمان : هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون : أي هذا البعث بعد الموت ، الذي وعدكم الرحمن على ألسنة رسله ، وصدق المرسلون في ذلك ، كما شاهدتموه عياناً فقوله في يس : { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ } [ يس : 52 ] قول الذين أوتوا العلم والإيمان ، على التحقيق ، وقد اختاره ابن جرير ، وهو مطابق لمعنى قوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } الآية . والتحقيق أن قوله هذا إشارة إلى ما وعد الرحمن وأنها من كلام المؤمنين ، وليست إشارة إلى المرقد في قول الكفار { مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا } [ يس : 52 ] ، وقوله في كتاب الله : أي فيما كتبه وقدره وقضاه . وقال بعض العلماء : إن قوله : { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ } [ يس : 52 ] الآية من قول الكفار ، ويدل له قوله في الصافات : { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ الصافات : 20ـ21 ] الآية .