Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 5-5)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يدبر الأمر من السماء ، إلى الأرض ، وأنه يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة . وأشار تعالى إلى هذا المعنى في قوله : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ ٱلأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ ٱلأَمْرُ بَيْنَهُنَّ } [ الطلاق : 12 ] ، وقد بين في سورة الحج أن اليوم عنده تعالى كألف سنة مما يعده الناس ، وذلك في قوله تعالى : { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } [ الحج : 47 ] وقد قال تعالى في سورة سأل سائل : { تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [ المعارج : 4 ] . وقد ذكرنا في كتابنا [ دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ] الجمع بين هذه الآيات من وجهين : الأول : هو ما أخرجه ابن أبي حاتم ، من طريق سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس من أن يوم الألف في سورة الحج ، هو أحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض ، ويوم الألف في سورة السجدة هو مقدار سير الأمر وعروجه إليه تعالى ، ويوم الخمسين ألفاً هو يوم القيامة . الوجه الثاني : أن المراد بجميعها يوم القيامة ، وأن الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر ، ويدل لهذا الوجه قوله تعالى : { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } [ المدثر : 9ـ10 ] وقوله تعالى : { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } [ القمر : 8 ] . وقد أوضحنا هذا الوجه في سورة الفرقان في الكلام على قوله تعالى : { أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً } [ الفرقان : 24 ] ، وقد ذكرنا في [ دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ] أن أبا عبيدة روى عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة أنه حضر كلا من ابن عباس وسعيد بن المسيب سئل عن هذه الآيات فلم يدر ما يقول فيها ، ويقول : لا أدري .