Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 24-24)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ } . أمر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة ، نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار : { مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي يرزقكم من السماوات بأنزال المطر مثلاً ، والأرض بإنبات الزروع والثمار ونحو ذلك . ثم أمره أن يقول : { الله } أي الذي يرزقكم من السماوات والأرض هو الله ، وأمره تعالى له صلى الله عليه وسلم بأن يجيب بأن رازقهم هو الله يُفهم منه أنه مقرون بذلك ، وأنه ليس محل نزاع . وقد صرّح تعالى بذلك ، في آيات كثيرة كقوله تعالى : { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ } [ يونس : 31 ] الآية ، وإقرارهم بربوبيته تعالى يلزمه الاعتراف بعبادته وحده ، والعمل بذلك . وقد قدّمنا كثيراً من الآيات الموضحة لذلك في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى : { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [ الإسراء : 9 ] .