Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 15-15)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بيّن جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة : أنّه غنيّ عن خلقه وأنّ خلقه مفتقر إليه : أي فهو يأمرهم وينهاهم لا لينتفع بطاعتهم ، ولا ليدفع الضرّ بمعصيتهم ، بل النفع في ذلك كله لهم ، وهو جلّ وعلا الغنيّ لذاته الغنيّ المطلق . وما دّلت عليه هذه الآية الكريمة مع كونه معلوماً من الدّين بالضرورة ، جاء في مواضع كثيرة ، من كتاب الله كقوله تعالى : { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } [ محمد : 38 ] الآية . وقوله تعالى : { فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ التغابن : 6 ] وقوله تعالى : { وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [ إبراهيم : 8 ] إلى غير ذلك من الآيات . وبذلك تعلم عظم افتراء الذين قالوا إن الله فقير ونحن الأغنياء ، وقد هدّدهم الله على ذلك بقوله : { سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } [ آل عمران : 181 ] .