Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 95-95)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر في هذه الآية الكريمة أنّه فضّل المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وأجراً عظيماً ، ولم يتعرض لتفضيل بعض المجاهدين على بعض ، ولكنه بين ذلك في موضع آخر وهو قوله { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَـٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } الحديد 10 وقوله في هذه الآية الكريمة { غَيْرُ أُوْلِى الضَّرَرِ } النساء 95 يفهم من مفهوم مخالفته أن من خلفه العذر إذا كانت نيته صالحة يحصل ثواب المجاهد . وهذا المفهوم صرح به النَّبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس الثابت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن بالمدينة أقواماً ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه ، قالوا وهم بالمدينة يا رسول الله ؟ قال نعم حبسهم العذر " وفي هذا المعنى قال الشاعر @ يا ظاعنين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوماً ، وسرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عذر وعن قدر ومن أقام على عذر فقد راحا @@ تنبيه يؤخذ من قوله في هذه الآية الكريمة { وَكُـلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } أن الجهاد فرض كفاية لا فرض عين . لأن القاعدين لو كانوا تاركين فرضاً لما ناسب ذلك وعده لهم الصادق بالحسنى . وهي الجنة والثواب الجزيل .