Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 19-19)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ هذا الحرف عامة القراء غير نافع ( يحشر ) بضم الياء وفتح الشين مبنياً للمفعول ( أعداء الله ) بالرفع على أنه نائب الفاعل . وقرأه نافع وحمزة ، من السبعة ( نحشر أعداء الله ) بالنون المفتوحة الدالة على العظمة ، وضم الشين مبنياً للفاعل ، ( أعداء الله ) بالنصب على أنه مفعول به ، أي واذكر { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَآءُ ٱللَّهِ } أي يجمعون إلى النار . وما دلت عليه هذه الآية ، من أن لله أعداء ، وأنهم يحشرون يوم القيامة إلى النار . جاء مذكوراً في آيات أخر . فبين في بعضها أن له أعداء وأن أعداءه هم أعداء المؤمنين وأن جزاءهم النار كقوله تعالى { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } [ البقرة : 98 ] وقوله تعالى : { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } [ الأنفال : 60 ] وقوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ } [ الممتحنة : 1 ] الآية . وقوله تعالى : { فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ } [ طه : 39 ] وقوله تعالى : { ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ } [ فصلت : 28 ] الآية . إلى غير ذلك من الآيات . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يرد أولهم إلى آخرهم ، ويلحق آخرهم بأولهم ، حتى يجتمعوا جميعاً ، ثم يدفعون في النار ، وهو من قول العرب : وزعت الجيش ، إذا حبست أوله على آخره حتى يجتمع . وأصل الوزع الكف ، تقول العرب وزعه ، يزعه وزعاً ، فهو وازع له ، إذا كفه عن الأمر ، ومنه قول نابغة ذبيان : @ على حين عاتبت المشيب على الصبا فقلت ألماً أصح والشيب وازع @@ وقول الآخر : @ ولن يزع النفس اللجوج عن الهوى من الناس إلا وافر العقل كامله @@ وبما ذكرنا تعلم أن أصل معنى يوزعون . أي يكف أولهم عن التقدم وآخرهم عن التأخر حتى يجتمعوا جميعاً . وذلك يدل على أنهم يساقون سوقاً عنيفاً ، يجمع به أولهم مع آخرهم . وقد بين تعالى أنهم يساقون إلى النار في حال كونهم عطاشاً في قوله تعالى : { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } [ مريم : 86 ] ، ولعل الوزع المذكور في الآية يكون في الزمرة الواحدة من زمر أهل النار ، لأنهم يساقون إلى النار زمراً زمراً كما قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الزمر في الكلام على قوله تعالى : { وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَراً } [ الزمر : 71 ] الآية .