Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 41-41)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ } . في هذا الآية الكريمة إجمال ، لأن المشار إليه بقوله { هذا } ، ومفسر الضمير في قوله { فخذوه } ، وقوله { لم تؤتوه } لم يصرح به في الآية ولكن الله أشار له هنا ، وذكره في موضع أخر . اعلم أولاً أن هذه الآية نزلت في اليهودي واليهودية الذين زنيا بعد الإحصان ، وكان اليهود قد بدلوا حكم الرجم في التوراة ، فتعمدوا تحريف كتاب الله ، واصطلحوا فيما بينهم على أن الزاني المحصَن الذي يعلمون أن حده في كتاب الله " التوراة " الرجم أنهم يجلدونه ويفضحونه بتسويد الوجه والإركاب على حمار ، فلما زنى المذكوران قالوا فيما بينهم تعالوا نتحاكم إلى محمد صلى الله عليه وسلم في شأن حدهما ، فإن حكم بالجلد والتحميم فخذوا عنه ذلك واجعلوه حجة بينكم وبين الله تعالى ويكون نبي من أنبياء الله قد حكم فيهما بذلك ، وإن حكم بالرجم فلا تتبعوه ، فإذا عرفت ذلك فاعلم أن المراد بقوله { هذا } وقوله { فخذوه } ، وقوله { وإن لم تؤتوه } هوالحكم المحرف الذي هو الجلد والتحميم كما بينا ، وأشار إلى ذلك هنا بقوله { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـٰذَا } يعني المحرف والمبدل الذي هو الجلد والتحميم { فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ } بأن حكم بالحق الذي هو الرجم { فاحذروا } أن تقبلوه . وذكر تعالى هذا أيضاً في قوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ ٱللَّه } آل عمران 23 ، يعني التوراة ليحكم بينهم يعني في شأن الزانيين المذكورين { ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُون } آل عمران 23 أي عما في التوراة من حكم رجم الزاني المحصن ، وقوله هنا { ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُمْ مُّعْرِضُون } هو معنى قوله عنهم ، { وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَٱحْذَرُواْ } والعلم عند الله تعالى .