Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 78-78)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } الآية . قال بعض العلماء الذين لُعنوا على لسان داود الذين اعتدوا في السبت ، والذين لعنوا على لسان عيسى ابن مريم ، هم الذين كفروا مِن أهل المائدة ، وعليه فلعن الأولين مسخهم قِرَدَةَ ، كما بينه تعالى بقوله { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِين } البقرة 65 ، وقوله { فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِين } الأعراف 166 ، ولعن الآخرين هو المذكور في قوله { فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّيۤ أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ ٱلْعَالَمِين } المائدة 115 ، وذكر غير واحد أنه مسخهم خنازير ، وهذا القول مَرْوِي عن الحسن ، وقتادة ، ومجاهد ، والباقِر نقله الألوسي في تفسيره ، وقال واختاره غير واحد ، ونقله القرطبي عن ابن عبّاس ، وقتادة ، ومُجاهد ، وأبي مالك ، وذكر أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقال بعض من قال بهذا القول إن أهل أيلة لما اعتدوا في السبت ، قال داود عليه الصلاة والسلام " اللهم ألبِسهم اللعن مثل الرداء ومثل المنطقة على الحقوين " ، فمسخهم الله قردة ، وأصحاب المائدة لما كفروا ، قال عيسى عليه الصلاة والسلام " اللهم عذِّب من كفر بعد ما أكل من المائدة عذاباً لم تعذّبه أحداً من العالمين ، والعنهم كما لعنت أصحاب السبت ، فأصبحوا خنازير " . وإن هذا معنى لعنهم على لسان داود ، وعيسى ابن مريم ، وفي الآية أقوال غير هذا تركنا التعرض لها ، لأنها ليست مما نحن بصدده .