Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 59-59)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أصل الذنوب في لغة العرب الدلو ، وعادة العرب أنهم يقتسمون ماء الآبار والقلب بالدلو ، فيأخذ هذا منه ملء دلو ، ويأخذ الآخر كذلك ، ومن هنا أطلقوا اسم الذنوب ، التي هي الدلو على النصيب . قال الراجز في اقتسامهم الماء بالدلو : @ لنا ذنوب ولكم ذنوب فإن أبيتم فلنا القليب @@ ويروى : @ إنا إذا شاربنا شريب له ذنوب ولنا ذنوب فإن أبى كان لنا القليب @@ ومن إطلاق الذنوب على مطلق النصيب قول علقمة بن عبدة التميمي . وقيل عبيد : @ وفي كل حي قد خبطت بنعمة فحق لشأس من نداك ذنوب @@ وقول أبي ذؤيب : @ لعمرك والمنايا طارقات لكل بني أب منها ذنوب @@ فالذنوب في البيتين النصيب ، ومعنى الآية الكريمة ، فإنه للذين ظلموا بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ذنوباً ، أي نصيباً من عذاب الله مثل ذنوب أصحابهم من الأمم الماضية من العذاب لما كذبوا رسلهم . وهذا المعنى الذي تضمنته هذه الآية الكريمة جاء موضحاً في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى : { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } [ الزمر : 50 - 51 ] . وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { فَلاَ يَسْتَعْجِلُونَ } قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ } [ الرعد : 6 ] وفي سورة مريم في الكلام على قوله : { فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً } [ مريم : 84 ] وغير ذلك من المواضع .