Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 130-130)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { يَامَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ } الآية . قال بعض العلماء المراد بالرسل من الجن نذرهم الذين يسمعون كلام الرسل ، فيبلغونه إلى قومهم ، ويشهد لهذا أن الله ذكر أنهم منذرون لقومهم في قوله { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ } الأحقاف 29 ؟ وقال بعض العلماء { رُسُلٌ مِّنْكُمْ } أي من مجموعكم الصادق بخصوص الإنس لأنه لا رسل من الجن ، ويستأنس لهذا القول بأن القرآن ربما أطلق فيه المجموع مراداً بعضه ، كقوله { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } نوح 16 ، وقوله { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } الشمس 14 ، مع أن العاقر واحد منهم ، كما بينه بقوله { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } القمر 29 . واعلم أن ما ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله وغيره من أجلاء العلماء في تفسير هذه الآية من أن قوله { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } الرحمن 22 يراد به البحر الملح خاصة دون العذب غلط كبير ، لا يجوز القول به . لأنه مخالف مخالفة صريحة لكلام الله تعالى ، لأن الله ذكر البحرين الملح والعذب ، بقوله { وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } فاطر 12 ، ثم صرح باستخراج اللؤلؤ والمرجان منها جميعاً بقوله { وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } فاطر 12 والحلية المذكورة هي اللؤلؤ والمرجان ، فقصره على الملح مناقض للآية صريحاً ، كما ترى .