Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 151-151)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } الآية . الظاهر في قوله ما حرم ربكم عليكم ، أنه مضمن معنى ما وصاكم به فعلاً ، أو تركا . لأن كلا من ترك الواجب ، وفعل الحرام حرام ، فالمعنى وصاكم ألا تشركوا ، وأن تحسنوا بالوالدين إحساناً . وقد بين تعالى أن هذا هو المراد بقوله { ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } الأنعام 151 الآية . قوله تعالى { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ } الآية . نهى الله تعالى في هذه الآية الكريمة عن قتل الأولاد من أجل الفقر الواقع بالفعل . ونهى في سورة الإسراء عن قتلهم خشية الفقر المترقب المخوف منه ، مع أنه غير واقع في الحال بقوله { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } الإسراء 31 ، وقد أوضح صلى الله عليه وسلم معناه حين سأله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " أي الذنب أعظم ؟ فقال " أن تجعل لله نداً وهو خلقك " ، قال ثم أي ؟ قال " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " ، قال ثم أي ؟ قال " أن تزاني حليلة جارك " ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ } الفرقان 68 الآية " . وأخذ بعض اهل العلم من هذه الآية منع العزل . لأنه وأد خفي ، وحديث جابر " كنا نعزل والوحي ينزل " ، يدل على جوازه ، لكن قال جماعة من أهل العلم إنه لا يجوز عن الحرة إلا بإذنها ، ويجوز عن الأمة بغير إذنها ، والإملاق الفقر ، وقال بعض أهل العلم الإملاق الجوع . وحكاه النقاش عن مؤرج ، وقيل الإملاق الإنفاق ، يقال أملق ماله بمعنى أنفقه ، وذكر أن علياً قال لامرأته أملقي ما شئت من مالك . وحكي هذا القول عن منذر بن سعيد ، ذكره القرطبي ، وغيره ، والصحيح الأول .