Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 60, Ayat: 7-7)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لم يبين هنا هل جعل المودة بالفعل بينهم وبين من عادوهم وأمروا بمقاطعتهم وعدم موالاتهم من ذوي أرحامهم أم لا . ولكن عسى من الله للتأكيد ، والتذييل بقوله تعالى : { وَٱللَّهُ قَدِيرٌ } يشعر بأنه فاعل ذلك لهم ، وقد جاء ما يدل على أنه فعله فعلاً في سورة النصر حين دخل الناس في دين الله أفواجاً ، وقد فتح الله عليهم مكة وكانوا طلقاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك موقف أبي سفيان وغيره ، وعام الوفود إلى المدينة بعد الفتح ، وفي التذييل بأن الله قدير ، يشعر بأن تأليف القلوب ومودتها إنما هو من قدرة الله تعالى وحده ، كما بينه قوله تعالى : { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } [ الأنفال : 63 ] الآية . لأن المودة المتوقعة بسبب هداية الكفار ، والهداية منحة من الله : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء . والعلم عند الله تعالى .