Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 62, Ayat: 6-6)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الشيخ رحمة الله تعالىعلينا وعليه في إملائه : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والذين هادوا هم اليهود . ومعنى هادوا : أي رجعوا بالتوبة إلى الله من عبادة العجل . ومنه قوله تعالى : { إنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ } [ الأعراف : 156 ] ، وكان رجوعهم عن عبادة العجل بالتوبة النصوح : حيث سلموا أنفسهم للقتل توبة وإنابة إلى الله كما بينه بقوله : { فَتُوبُوۤاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } [ البقرة : 54 ] إلى قوله { فَتَابَ عَلَيْكُمْ } [ البقرة : 54 ] . وقوله : { إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } . قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في : { إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ اللَّهِ } اي إن كنتم صادقين في زعمكم أنكم أولياء لله ، وأبناء الله وأحباؤه دون غيركم من الناس ، فتمنوا الموت لأن ولي الله حقاً يتمنى لقاءه ، والإسراع إلى ما أعد له من النعيم المقيم اهـ . وفي قوله رحمة الله تعالى علينا وعليه . إشارة إلى بيان زعمهم المجمل في الآية وهو ما بينه تعالى بقوله عنهم وعن النصارى معهم : { وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [ المائدة : 18 ] . وقد ردّ زعمهم عليهم بقوله تعالى : { قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } [ المائدة : 18 ] . ومثل هذه الآية إن زعمتم قوله تعالى : { قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ عِندَ ٱللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [ البقرة : 94 ] . وقال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه : وقيل المراد بالتمني المباهلة ، والمراد من الآية إظهار كذب اليهود في دعواهم أنهم أولياء الله . وقوله : { إِن زَعَمْتُمْ } مع قوله : { إن كُنتُمْ } شرطان يترتب الأخذ منهما على الأول أي فتمنوا الموت ، إن زعمتم ، إن صدقتم في زعمكم ، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر :