Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 1-1)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { نۤ } . تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام على الحروف المقطعة في أوائل السور عند الكلام على أول سورة هود : وذكر الأقوال كلها ، وهي خمسة أقوال . فقيل : إنها مما استأثر الله بعلمه أو أنها من أسماء الله ، أو مركبة من عدة حروف كل حرف من اسم ، أو أسماء للسور ، أو أنها للأعجاز ، وبين رحمه الله وجه كل قول منها ، ورجح الأخير ، وأنها للإعجاز بدليل أنه يأتي بعدها دائماً الانتصار للقرآن ، وقد بسط البحث بما يكفي ويشفي . وقال ابن كثير بأقوال أخرى ، منها أن { نۤ } [ القلم : 1 ] بمعنى الدواة أي بمناسبة ذكر القلم ، وعزاه إلى الحسن وقتادة ، وقال إن فيه حديثاً مرفوعاً ، ولكن غريب جداً ، وهو عن ابن عباس : إن الله خلق النون وهي الدواة ، وخلق القلم ، فقال : أكتب الحديث . وعن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " خلق الله النون وهي الدواة " وذكر ابن جرير كل هذه الأوجه وزاد أوجهاً أخرى : منها انها افتتاحيات لأوائل السور تسترعي انتباه المستمعين ، ثم يتلى عيهم ما بعدها . وقيل : هي من حساب الجمل وغير ذلك . وقد ذكر ابن جرير عند أول سورة الشورى : { حـمۤ * عۤسۤقۤ } [ الشورى : 1 - 2 ] أثراً نقله عنه ابن كثير واستغربه واستنكره ، ولكن وقع ما يقرب من مصداقه ومطابقته مطابقة تامة . ونصه من ابن جرير قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال له وعنده حذيفة بن اليمان : أخبرني عن تفسير قول الله : { حـمۤ * عۤسۤقۤ } ، قال فأطرق ثم أعرض عنه ، ثم كرر مقالته فأعرض فلم يجبه بشيء ، وكره مقالته ، ثم كررها الثالثة فلم يجبه شيئاً . فقال له حذيفة : أنا أنبئك بها ، وقد عرفت بم كرهها ، نزلت في رجل من أهل بيته يقال له : عبد الإله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق تنبني عليه مدينتان فشق النهر بينهما شقاً ، فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدنهم ، بعث الله على إحداهما ناراً ليلاً فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها ، وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت ، فما هو إلا بياض يومها ذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ، ثم يخسف الله بها وبهم جميعاً ، فذلك قوله : { حـمۤ * عۤسۤقۤ } يعني عزيمة من الله وفتنة وقضاء . { حـمۤ * عۤسۤقۤ } يعني عدلاً منه ( سين ) يعني سيكون { قۤ } يعني واقع بهاتين المدينتين اهـ . ومع استغراب ابن كثير إياه واستنكاره له ، فقد وقع مثل ما يشير إليه الحديث على ثورة العراق على عبد الإله في بغداد ، حيث يشقها النهر شقين ، وأنه من آل البيت ، وقد وقع بها ما جاء وصفه في الأثر المذكور .