Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 4-5)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والطَّاغية فاعلة من الطُّغيان ، وهو مجاوزة الحد مطلقاً ، كقوله : { إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلْمَآءُ } [ الحاقة : 11 ] . وقوله : { إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } [ العلق : 6 ] . وقد اختلف في معنى الطغيان هنا ، فقال قوم : طاغية عاقر الناقة ، كما في قوله تعالى : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } [ الشمس : 11 - 12 ] فتكون الباء سببية أي بسبب طاغيتها ، وقيل : الطاغية الصيحة الشديدة التي أهلكتهم ، بدليل قوله تعالى : { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } [ القمر : 31 ] الباء آلية ، كقولك : كتبت بالقلم وقطعت بالسكين . والذي يشهد له القرآن هو المعنى الثاني لقوله تعالى : { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } [ الذاريات : 43 - 44 ] ، ولو قيل : لا مانع من إرادة المعنيين لأنهما متلازمان تلازم المسبب للسبب ، لأن الأول سبب الثاني لما كانوا بعيداً ، ويشير إليه قوله تعالى : { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } [ الذاريات : 44 ] . فالعتو هو الطغيان في الفعل ، والصاعقة هي الصيحة الشديدة ، وقد ربط بينهما بالفاء .