Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 101-101)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا } الآية . ذكر أنباءهم مفصلة في مواضع كثيرة . كالآيات التي ذكر فيها خبر نوح وهود ، وصالح ولوط ، وشعيب وغيرهم ، مع أممهم صلوات الله وسلامه عليهم . قوله تعالى { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ } الآية . في هذه الآية الكريمة للعلماء أوجه من التفسير بعضها يشهد له القرآن . منها أن المعنى فما كانوا ليؤمنوا بما سبق في علم الله يوم أخذ الميثاق أنهم يكذبون به ، ولم يؤمنوا به ، لاستحالة التغير فيما سبق به العلم الأزلي ، ويروى هذا عن أبي بن كعب وأنس ، واختاره ابن جرير ، ويدل لهذا الوجه لآيات كثيرة كقوله { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } يونس 96 الآية ، وقوله { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } يونس 101 ونحو ذلك من الآيات . ومنها أن المعنى الآية أنهم أخذ عليهم الميثاق ، فآمنوا كرهاً ، فما كانوا ليؤمنوا بعد ذلك طوعاً . ويروى هذا عن السدي وهو راجع في المعنى إلى الأول . ومنها أن معنى الآية أنهم لو ردوا إلى الدنيا مرة لكفروا أيضاً ، فما كان ليؤمنوا في الرد إلى الدنيا بما كذبوا به من قبل أي في المرة الأولى . ويروى هذا عن مجاهد . ويدل لمعنى هذا القول قوله تعالى { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } الأنعام 28 الآية . لكنه بعيد من ظاهر الآية . ومنها أن معنى الآية . فما كانوا ليؤمنوا بما جاءتهم به الرسل بسبب تكذيبهم بالحق أول ما ورد عليهم ، وهذا القول حكاه ابن عطية ، واستحسنه ابن كثير ، وهو من أقرب الأقوال لظاهر الآية الكريمة . ووجهه ظاهر ، لأن شؤم المبادرة إلى تكذيب الرسل سبب للطبع على القلوب والإبعاد عن الهدى ، والآيات الدالة على هذا المعنى كثيرة . كقوله تعالى { بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } النساء 155 ، وقوله { فَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } الصف 5 ، وقوله { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } البقرة 10 ، وقوله { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } المنافقون 3 إلى غير ذلك من الآيات . وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن الآية قد تكون فيها أوجه من التفسير كلها يشهد له قرآن ، وكلها حق . فنذكر جميعها - والعلم عند الله تعالى .