Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 143-143)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي } الآية . استدل المعتزلة النافون لرؤية الله بالأبصار يوم القيامة بهذه الآية على مذهبهم الباطل ، وقد جاءت آيات تدل على أن نفي الرؤية المذكور ، إنما هو في الدنيا ، وأما في الآخرة فإن المؤمنين يرونه جل وعلا بأبصارهم . كما صرح به تعالى في قوله { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } القيامة 22 - 23 ، وقوله في الكفار { كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } المطففين 15 فإنه يفهم من مفهوم مخالفته أن المؤمنين ليسوا محجوبين عنه جل وعلا . وقد ثبت " عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله تعالى { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } يونس 26 " الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم " ، وذلك هو أحد القولين في قوله تعالى { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } ق 35 ، وقد تواترت الأحاديث عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة بأبصارهم ، وتحقيق المقام في المسألة أن رؤية الله جل وعلا بالأبصار جائزة عقلاً في الدنيا والآخرة ، ومن أعظم الأدلة على جوازها عقلا في دار الدنيا قول موسى { رَبِّ أَرِنِيۤ أَنظُرْ إِلَيْكَ } الأعراف 143 لأن موسى لا يخفى عليه الجائز والمستحيل في حق الله تعالى ، وأما في الدنيا فممنوعة شرعاً كما تدل عليه آية " الأعراف " هذه ، وحديث " إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا " كما أوضحناه في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب .