Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 6-6)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لم يبين هنا الشيء المسؤول عنه المرسلون ، ولا الشيء المسؤول عنه الذين أرسل إليهم . وبين في مواضع أخر أنه يسأل المرسلين عما أجابتهم به أممهم ، ويسأل الأمم عما أجابوا به رسلهم . قال في الأول { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ } المائدة 109 . وقال في الثاني { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ } القصص 65 . وبين في موضع آخر أنه يسأل جميع الخلق عما كانوا يعلمون ، وهو قوله تعالى { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الحجر 92 - 93 . وهنا إشكال معروف وهو أنه تعالى قال هنا { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } الأعراف 6 ، وقال أيضاً { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الحجر 92 - 93 ، وقال { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } الصافات 24 ، وهذا صريح في إثبات سؤال الجميع يوم القيامة ، مع أنه قال { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } القصص 78 ، وقال { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } الرحمن 39 . وقد بينا وجه الجمع بين الآيات المذكورة في كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب وسنزيده إيضاحاً هنا إن شاء الله تعالى . اعلم أولاً أن السؤال المنفي في الآيات المذكورة . أخص من السؤال المثبت فيها . لأن السؤال المنفي فيها مقيد بكونه سؤالاً عن ذنوب خاصة . فإنه قال { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } القصص 78 فخصه بكونه عن الذنوب ، وقال { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } الرحمن 39 فخصه بذلك أيضاً . فيتضح من ذلك أن سؤال الرسل والموؤودة مثلاً ليس عن ذنب فعلوه فلا مانع من وقوعه . لأن المنفي خصوص السؤال عن ذنب ، ويزيد ذلك إيضاحاً قوله تعالى { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } الأحزاب 8 الآية ، وقوله بعد سؤاله لعيسى المذكور في قوله { أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } المائدة 116 الآية . { قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } المائدة 119 الآية ، والسؤال عن الذنوب المنفي في الآيات المراد به سؤال الاستخبار والاستعلام . لأنه جل وعلا محيط علمه بكل شيء ، ولا ينافي نفي هذا النوع من السؤال ثبوت نوع آخر منه هو سؤال التوبيخ والتقريع . لأنه نوع من أنواع العذاب ، ويدل لهذا أن سؤال الله للكفار في القرآن كله توبيخ وتقريع كقوله { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } الصافات 24 - 25 . وقوله { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } الطور 15 . إلى غير ذلك من الآيات وباقي أوجه الجمع مبين في كتابنا المذكور - والعلم عند الله تعالى - .