Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 16-17)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه النهي عن تحريك لسانه صلى الله عليه وسلم ، وبيان أن الله تعالى عليه جمعه وقرآنه ، وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان لشدة حرصه على استيعاب ما يوحى إليه ، يحرك لسانه عند الوحي فنهى عن ذلك . وقد بين تعالى مدى هذا النهي ومدة هذه العجلة في قوله تعالى : { وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْآنِ مِن قَبْلِ إَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ } [ طه : 114 ] وفيه الإيماء إلى حسن الاستماع والإصغاء عند الإيحاء به كما في آداب الاستماع { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ الأعراف : 204 ] . وقوله : { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } [ القيامة : 17 ] قد بين تعالى أن جمعه وقراءته عليه في قوله تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ الحجر : 9 ] . تنبيه إن في قوله تعالى : { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } فيه إشارة إلى أنه نزل مفرقاً ، وإشارة إلى أن جمعه على هذا النحو الموجود برعاية وعناية من الله تعالى وتحقيقاً لقوله تعالى { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } ويشهد لذلك أن هذا الجمع الموجود من وسائل حفظه ، كما تعهد تعالى بذلك : والله تعالى أعلم . وقال أبو حيان : إن علينا جمعه في صدرك . وقرآنه أي تقرأه .