Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 29-30)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

السبيل هنا منكر ، ولكنه معين بقوله : { إِلَى رَبِّهِ } ، لأن السبيل إلى ربه هو السبيل المستقيم . كما قال تعالى : { قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ } [ الأنعام : 151 ] وفي النهاية قال : { وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ } [ الأنعام : 153 ] ، وهو الصراط المستقيم الذي دعا إليه صلى الله عليه وسلم . كام في قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } [ الشورى : 52 - 53 ] وهو القرآن الكريم كما تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في قوله تعالى : { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [ الفاتحة : 6 ] ، وقد بين تعالى أنه القرآن كله في قوله تعالى : { الۤمۤ ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [ البقرة : 1 - 2 ] بعد قوله : { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } ، كأنه قال : الهادي إلى الصراط المستقيم المنوه عنه في الفاتحة : هو القرآن الكريم { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ } [ البقرة : 2 - 3 ] إلى آخر الصفات ، فيكون السبيل هنا معلوماً . وقوله تعالى قبلها : { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ } مشعر بأن السبيل عن طريق التذكر فيها والاتعاظ بها . وقوله : { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } ، علق اتخاذ السبيل إلى الله على مشيئة من شاء ، وقيدها ربط مشيئة العبد بمشيئة الله تعالى في قوله : { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } [ الإنسان : 30 ] ، وهذه مسألة القدر . وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بحثها بحثاً وافياً عند قوله تعالى { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ يونس : 99 ] في يونس وأحال على النساء . إلا أن قوله تعالى في التذييل على الآية الكريمة بقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } أن كل ما يقع في هذا الكون من سلوك وأعمال أنه بعلم من الله وحكمة .