Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 18-18)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

النفخ في الصور للبعث ، وهذا معلوم ، وتأتون أفواجاً : قد بين حال هذا المجيء مثل قوله تعالى : { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ سِرَاعاً } [ المعارج : 43 ] وقوله : { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ } [ القمر : 7 - 8 ] والأفواج هنا قيل : الأمم المختلفة كقوله : { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } [ الإسراء : 71 ] الآية ، ولكن الآية بتاء الخطاب : فتأتون مما يشعر بأن الأفواج في هذه الأمة . وقد روى القرطبي وغيره أثراً " عن معاذ ، أنه سأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا معاذ ، سألت عن أمر عظيم من الأمور ، ثم أرسل عينيه وقال : تحشر عشرة أصناف من أمتي " وساقها ، وكذلك ساقها الزمخشري ، وقال ابن حجر في الكافي الشافي في تخريج أحادث الكشاف : أخرجه الثعلبي وابن مردويه من رواية محمد بن زهير ، عن محمد بن الهندي عن حنظلة السدوسي عن أبيه عن البراء بن عازب عنه بطوله وهي : بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم منكسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها ، وبعضهم عمياً ، وبعضهم صماً ، بكماً ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم ، فهي مدلاَّت على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشد نتناً من الجيف ، وبعضهم ملبسون جلباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم . أما الذين على صورة الخنازير : فأهل السحت ، والمنكسون : أكلة الربا ، والعمى : الجائرون في الحكم ، والصم : المعجبون بأعمالهم ، والذين يمضغون ألسنتهم : العلماء والقصّاص الذين خالف قولهم أعمالهم ، ومقطوع الأيدي : مؤذوا الجيران ، والمصلّبون : السعاة بالناس إلى السلطان ، والذين أشد نتناً : متبعوا الشهوات ، ومانعوا حق الله في أموالهم ، ولابسُوا الجلباب : أهل الكبر والفخر . انتهى بإيجاز بالعبارة ، والله تعالى أعلم .