Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 23-25)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لم يبين الأحقاب هنا كم عددها ، وهذه مسألة فناء النار ، وعدم فنائها . وقيل : المراد بالأحقاب هنا جزء من الزمن لا كله ، وهي الأحقاب الموصوف حالهم فيها لما بعدهم من كونهم لا يذوقون فيها ، أي في النار أحقاباً من الزمن ، لا يذوقون برداً ولا شراباً إلا حميماً وغساقاً . أما بقية الأحقاب فيقال لهم : فلن نزيد إلا عذاباً ، وهذه المسألة قد بحثها الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في كتاب دفع إيهام الاضطراب ، عند الكلام على هذه الآية ، وفي سورة الأنعام على قوله تعالى : { قَالَ ٱلنَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [ الأنعام : 128 ] الآية ، وهو بحث مطول ، وسيطبع الكتاب بإذن الله تعالى مع هذه التتمة . وذكر القرطبي في معنى الحقب : آثاراً عديدة منها : عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : قال النَّبي صلى الله عليه وسلم : " والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يكون فيها أحقاباً " الحقب : بضع وثمانون سنة ، والسنة ثلاثمائة وستون يوماً ، كل يوم ألف سنة مما تعدون . " فلا يَتَّكِلَنَّ أحدكم على أنه يخرج من النار " ذكره الثعلبي . وقد رجح القرطبي دوامهم ، أي الكفار في النار أبد الآبدين . اهـ .