Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 29-29)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال ابن عباس ، والسدَّي ، ومجاهد وعكرمة ، والضحاك وقتادة ، ومقاتل بن حيان ، وغير واحد فرقاناً مخرجاً ، زاد مجاهد في الدنيا والآخرة ، وفي رواية عن ابن عباس فرقاناً نجاة ، وفي رواية عنه نصراً . وقال محمد بن إسحاق فرقاناً . أي فصلا بين الحق والباطل ، قاله ابن كثير . قال مقيده - عفا الله عنه - قول الجماعة المذكورة إن المراد بالفرقان المخرج يشهد له قوله تعالى { وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً } الطلاق 2 الآية والقول بأنه النجاة أو النصر ، راجع في المعنى إلى هذا ، لأن من جعل الله له مخرجاً أنجاه ونصره ، لكن الذي يدل القرآن واللغة على صحته في تفسير الآية المذكورة هو قول ابن إسحاق ، لأن الفرقان مصدر زيدت فيه الألف والنون ، وأريد به الوصف أي الفارق بين الحق والباطل ، وذلك هو معناه في قوله { تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ } الفرقان 1 ، أي الكتاب الفارق بين الحق والباطل ، وقوله { وَأَنْزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } آل عمران 4 ، وقوله { وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَٱلْفُرْقَانَ } البقرة 53 ، وقوله { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ ٱلْفُرْقَان } الأنبياء 48 ، ويدل على أن المراد بالفرقان هنا العلم الفارق بين الحق والباطل . قوله تعالى في الحديد { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } الحديد 28 الآية . لأن قوله هنا { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } يعني علماً وهدى تفرقون به بين الحق والباطل ، ويدل على أن المراد بالنور هنا الهدى ، ومعرفة الحق قوله تعالى فيمن كان كافراً فهداه الله { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ } الأنعام 122 الآية . فجعل النور المذكور في الحديد هو معنى الفرقان المذكور في الأنفال كما ترى . وتكفير السيئات والغفران المرتب على تقوى الله في آية الأنفال ، كذلك جاء مرتباً أيضاً عليها في آية الحديد ، وهو بيان واضح كما ترى .