Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 45-45)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أمر الله تعالى المؤمنين في هذه الآية الكريمة بالثبات عند لقاء العدو ، وذكر الله كثيراً مشيراً إلى أن ذلك سبب للفلاح . والأمر بالشيء نهي عن ضده ، أو مستلزم للنهي عن ضده ، كما علم في الأصول ، فتدل الآية الكريمة على النهي عن عدم الثبات . أمام الكفار ، وقد صرح تعالى بهذا المدلول في قوله { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } الأنفال 15 إلى قوله { وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } الأنفال 16 ، وفي الأمر بالإكثار من ذكر الله تعالى في أضيق الأوقات . وهو وقت التحام القتال دليل واضح على أن المسلم ينبغي له الإكثار من ذكر الله على كل حال . ولا سيما في وقت الضيق ، والمحب الصادق في حبه لا ينسى محبوبه عند نزول الشدائد . قال عنترة في معلقته @ ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي @@ وقال الآخر @ ذكرتك والخطى يخطر بيننا وقد نهلت فينا المثقفة السمر @@ تنبيه قال بعض العلماء كل " لعل " في القرآن فهي للتعليل إلا التي في سورة الشعراء { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } الشعراء 129 فهي بمعنى " كأنكم تخلدون " . قال مقيده - عفا الله عنه - لفظة " لعل " قد ترد في كلام العرب مراداً بها التعليل ، ومنه قوله @ فقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا نكف ووثقتم لنا كل موثق فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كشبه سراب بالملا متألق @@ فقوله " لعلنا نكف " يعني " لأجل أن نكف " ، وكونها للتعليل لا ينافي " معنى الترجي " ، ولأن وجود المعلول يرجى عند وجود علته .