Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 81, Ayat: 1-1)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف في معنى كُوِّرَت هنا أكثر من عشرة أقوال ، وكلها تدور على نهاية أمرها : فقيل : كورت : لف بعضها على بعض ، فأنطمس نورها . وقيل : حجبت بكارة ، أي لفت بها . وقيل : ألقيت في البحر . وقيل : دخلت في العرش . وقيل : اضمحلت . وقيل : نكست . وقال ابن جرير : نقول كما قال الله تعالى : { كُوِّرَتْ } . والذين يشهد له القرآن ، أن هذا كله راجع إلى تغير حالها في آخر أمرها ، لأن الله تعالى جعل لها أجلاً مسمى ، ومعنى ذلك أنها تنتهي إليه على الوجه الذي يعلمه سبحانه وتعالى ، كما في قوله تعالى : { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } [ لقمان : 29 ] . فمفهومه : أنه إذا جاء هذا الأجل توقفت عن جريانها . وهو ما يشير إليها قوله تعالى : { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } [ القيامة : 7 - 9 ] ، أي بعد أن لم يجتمعا قط ، وما كان لهما أن يجتمعا قبل ذلك الوقت ، كما في قوله تعالى : { لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تُدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ يس : 40 ] . ولعل أقرب الأقوال المنقولة في ذلك : هو القول بأنه بمعنى نكست . أي ردت إلى حيث أتت ، كما في الحديث ، فتطلع من مغربها ، وعليه فتجتمع مع القمر .