Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 25-26)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فيه الدلالة على أن الإياب هو المرجع . قال عبيد : @ وكل ذي غيبة يؤوب وغائب الموت لا يؤوب @@ كما في قوله : { إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [ المائدة : 48 ] ، وهو على الحقيقة كما في صريح منطوق قوله تعالى : { ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } [ آل عمران : 55 ] ، وقوله : { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [ الأنعام : 164 ] . وقوله : { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } الإتيان بثم للإشعار ما بين إيابهم وبدء حسابهم ، { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } [ الحج : 47 ] . وقوله : { إِنَّ عَلَيْنَا } ، بتقدم حرف التأكيد ، وإسناد ذلك لله تعالى ، وبحرف على مما يؤكد ذلك لا محالة ، وأنه بأدق ما يكون ، وعلى الصغيرة والكبيرة كما في قوله : { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ } [ البقرة : 284 ] . ومن الواضح مجيء { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } ، بعد قوله تعالى : { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ * إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيْعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ } [ الغاشية : 21 - 24 ] تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتخويف لأولئك الذين تولوا وأعرضوا ، ثم إن الحساب في اليوم الآخر ليس خاصاً بهؤلاء ، بل هو عام بجميع الخلائق . ولكن إسناده لله تعالى مما يدل على المعاني المتقدمة . نسال الله العفو والسلامة .