Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 21-22)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تقدم في سورة الحاقة أيضاً هذا السياق نفسه ، بعد ذكر ثمود وعاد وفرعون في قوله : { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } [ الحاقة : 13 - 14 ] - إلى قوله - { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ } [ الحاقة : 17 ] الآية . مما يبين معنى صفاً صفاً ، أي على أرجائها صفاً بعد صف . وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، الإحالة على ما يفسرها في سورة الرحمن على قوله تعالى : { إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [ الرحمن : 33 ] . وقوله تعالى : { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [ الفجر : 22 ] ، وجاء ربك : من آيات الصفات . مواضع البحث والنظر وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه مراراً في الأضواء في عدة محلات ، وليعلم أنها والاستواء وحديث النزول والإتيان المذكور في قوله تعالى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأمُورُ } [ البقرة : 210 ] سواء . وقد أورد الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه مبحث آيات الصفات كاملة في محاضرة أسماها " آيات الصفات " وطبعت مستقلة . كما تقدم له رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة الأعراف عند قوله تعالى : { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُغْشِي ٱلْلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ } [ الأعراف : 54 ] ، وإن كان لم يتعرض لصفة المجيء بذاتها ، إلاَّ أنه قال : إن جميع الصفات من باب واحد ، أي أنها ثابتة لله تعالى على مبدأ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، على غير مثال للمخلوق ، فثبت استواء يليق بجلاله على غير مثال للمخلوق . وكذلك هنا كما ثبت استواء ثبت مجيء ثبت نزول . والكل من باب { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ الشورى : 11 ] ، أي على ما قال الشافعي رحمة الله : نحن كُلفنا بالإيمان ، فعلينا أن نؤمن بصفات الله على ما لا يليق بالله على مراد الله ، وليس علينا أن نكيف ، إذ الكيف ممنوع على الله سبحانه .