Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-3)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { بَرَآءَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ } إلى قوله تعالى { أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } . ظاهر هذه الآية الكريمة العموم في جميع الكفار المعاهدين ، وأنه بعد انقضاء أشهر الإمهال الأربعة المذكورة في قوله { فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } إلا عهد الكافر . وفي هذا اختلاف كثير بين العلماء . والذي يبينه القرآن ، ويشهد له من تلك الأقوال ، هو أن محل ذلك إنما هو في أصحاب العهود المطلقة غير الموقتة بوقت معين ، أو من كانت مدة عهده الموقت أقل من أربعة اشهر ، فتكمل له اربعة أشهر . أما أصحاب العهود الموقتة الباقي من مدتها أكثر من أبرعة اشهر ، فإنه يجب لهم إتمام مدتهم ، ودليله المبين له من القرآن . هو قوله تعالى { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوۤاْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِين } التوبة 4 وهو اختيار ابن جرير ، وروي عن الكلبي ، ومحمد بن كعب القرظي ، وغير واحد ، قاله ابن كثير ويؤيده حديث علي رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم ، بعثه حين أنزلت " براءة " بأربع ألا يطوف بالبيت عريان . ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا . ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته . ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة . قوله تعالى { فَسِيحُواْ فِي ٱلأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } الآية . قال بعض العلماء كان ابتداء التأجيل بالأشهر الأربعة المذكورة من شوال . وآخره سلخ المحرم ، وبه قال الزهري - رحمه الله تعالى - ولكن القرآن ، يدل على أن ابتداءها من يوم النحر . على الأصح من أنه يوم الحج الأكبر ، أو يوم عرفة على القول بأنه هو يوم الحج الأكبر ، وذلك في قوله تعالى { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } الآية . وهو صريح في أن ابتداء الإعلام المذكور من يوم الحج الأكبر ، وهو يوم النحر ، ولا يخفى انتهاؤها في العشر من ربيع الثاني . قال ابن كثير - في تفسير هذه الآية - وقال الزهري كان ابتداء التأجيل من شوال ، وآخره سلخ المحرم ، وهذا القول غريب ، وكيف يحاسبون بمدة لم يبلغهم حكمها ، وإنما ظهر لهم أمرها يوم النحر ، حين نادى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، ولهذا قال تعالى { وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلأَكْبَرِ } .