Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 11-11)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقد بين المراد بالعقبة فيما بعد بقوله : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } [ البلد : 12 ] ، ثم ذكر تفصيلها . وقد ذكر أن كل ما جاء بصيغة وما أدراك ، فقد جاء تفصيله بعد كقوله تعالى : { ٱلْقَارِعَةُ * مَا ٱلْقَارِعَةُ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } [ القارعة : 1 - 4 ] ، وما بعدها . وتقدم عند قوله تعالى : { ٱلْحَاقَّةُ * مَا ٱلْحَآقَّةُ } [ الحاقة : 1 - 2 ] . وفي تفسير العقبة بالمذكورات ، فك الرقبة ، وإطعام اليتيم والمسكين توجيه إلى ضرورة الإنفاق حقاً ما لا يدعيه الإنسان بدون حقيقة في قوله : { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } [ البلد : 6 ] . أما فك الرقبة : فإنك الإسهام في عتق الرقيق والاستقلال في عتقها يعبر عنه بفك النسمة . وهذا العنصر من العمل بالغ الأهمية ، حيث قدم في سلم الاقتحام لتلك العقبة . وقد جاءت السنة ببيان فضل هذا العمل حتى أصبح عتق الرقيق أو فك النسمة ، يعادل به عتق المعتق من النار كل عضو بعضو ، وفيه نصوص عديدة ساقها ابن كثير ، وفي هذا إشعار بحقيقة موقف الإسلام من الرق ، ومدى حرصه وتطلعه إلى تحرير الرقاب . فها هو هنا يجعل عتق الرقبة ، سلم اقتحام العقبة ، وجعله عتقاً للمعتق من النار كل عضو بعضو . ومعلوم أن كل مسلم يسعى لذلك وجعله كفارة لكل يمين وللظهار بين الزوجين ، وكفارة القتل الخطأ ، كل ذلك نوافذ إطلاق الأسارى وفك الرقاب في الوقت الذي لم يفتح للاسترقاق إلى باب واحد ، هو الأسر في القتال مع المشركين لا غير ، وهما مما سبق تنبيهاً عليه رداً على المستشرقين ومن تأثر بهم . في ادعائهم على الإسلام أنه متعطش لاسترقاق الأحرار . وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكلام على قوله تعالى : { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [ الإسراء : 9 ] في سورة الإسراء .