Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 16-16)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قيل : المسكين من السكون وقلة الحركة ، والمتربة : اللصوق بالتراب . وقد اختلف في التفريق بين المسكين والفقير أيهما أِد احتياجاً وما حد كل منهما ، فاتفقوا أولاً على أنه إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا ، وإذا ذكر أحدهما فقط ، فيشمل الثاني معه ، ويكون الحكم جامعاً لهما كما هو هنا ، فالإطعام يشمل الإثنين معاً ، وإذا اجتمعا فرق بينهما بالتعريف . فالمسكين كما تقدم والفقير ، قالوا : مأخوذ من الفقرة وهي الحفرة تحفر للنخلة ونحوها للغرس ، فكأنه نزل إلى حفرة لم يخرج منها . وقيل : من فقار الظهر ، وإذا أخذت فقار منها عجز عن الحركة ، فقيل : على هذا الفقير أشد حاجة ، ويرجحه ما جاء في قوله تعالى : { أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ } [ الكهف : 79 ] فسماهم مساكين مع وجود سفينة لهم يتسببون عليها للمعيشة ، ولقوله صلى الله عليه وسلم " اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً " الحديث . مع قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم إني أعوذ بك من الفقر " ، وهذا الذي عليه الجمهور ، خلافاً لمالك . وقد قالوا في تعريف كل منهما : المسكين من يجد أقل ما يكفيه ، والفقير : من لا يجد شيئاً ، والله تعالى أعلم .