Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 97, Ayat: 5-5)
Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قيل : سلام ، هي أي أن الملائكة تسلم على كل مؤمن لقيته . وقيل : سلام ، هي أي كل أمر فيها هو سلام ، ولا يصاب أحد فيها بسوء ، وعلى كل فلا تعارض بين القولين ، فالأول جزء من الثاني ، لأن الثاني يجعلها ظرفاً لكل خير ، وينفي عنها كل شر ، ومن الخير العظيم ، سلام الملائكة على المؤمنين . لطيفة كون إنزال القرآن هنا في الليل دون النهار ، مشعر بفضل اختصاص الليل . وقد أشار القرآن والسنة إلى نظائره ، فمن القرآن قوله تعالى : { سُبْحَانَ ٱلَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً } [ الإسراء : 1 ] ، ومنه قوله : { وَمِنَ ٱلْلَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ } [ الإسراء : 79 ] ، { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ ٱلسُّجُودِ } [ ق : 40 ] ، { إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً } [ المزمل : 6 ] ، وقوله : { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } [ الذاريات : 17 ] . ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان ثلث الليل الآخر ، ينزل ربنا إلى سماء الدنيا " الحديث . وهذا يدل على ان الليل أخص بالنفحات الإلهية ، وبتجليات الرب سبحانه لعباده ، وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل وسكون الليل ، ورهبته أقوى على استحضار القلب وصفائه .