Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 40-44)
Tafsir: al-Mīzān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بيان أخذ سبحانه في معاتبة اليهود وذلك في طي نيف ومائة آية يذكر فيها نعمه التي أفاضها عليهم ، وكراماته التي حباهم بها ، وما قابلوها من الكفر والعصيان ونقض الميثاق والتمرد والجحود ، يذكّرهم بالإِشارة إلى اثنتي عشرة قصة من قصصهم ، كنجاتهم من آل فرعون بفرق البحر ، وغرق فرعون وجنوده ، ومواعدة الطور ، واتخاذهم العجل من بعده وأمر موسى إيّاهم بقتل أنفسهم ، واقتراحهم من موسى أن يريهم الله جهرة فأخذتهم الصاعقة ثم بعثهم الله تعالى ، إلى آخر ما أُشير إليه من قصصهم التي كلها مشحونة بألطاف إلهيَّة وعنايات ربانية ، ويذكرهم أيضاً المواثيق التي أخذ منهم ثم نقضوها ونبذوها وراء ظهورهم ، ويذكرهم أيضاً معاصي ارتكبوها وجرائم اكتسبوها وآثاماً كسبتها قلوبهم على نهي من كتابهم ، وردع صريح من عقولهم ، لقساوة قلوبهم ، وشقاوة نفوسهم ، وضلال سعيهم . قوله تعالى { وأوفوا بعهدي } ، أصل العهد الحفاظ ، ومنه اشتقت معانيه كالعهد بمعنى الميثاق واليمين والوصية واللقاء والمنزل ونحو ذلك . قوله تعالى { فَارهَبونِ } ، الرهبة الخوف ، وتقابل الرغبة . قوله تعالى { ولا تكونوا أول كافر به } ، أي من بين أهل الكتاب ، أو من بين قومكم ممَّن مضى وسيأتي فإن كفار مكة كانوا قد سبقوهم إلى الكفر به .