Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 176-191)
Tafsir: al-Mīzān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بيان إجمال قصة شعيب عليه السلام وهو من أنبياء العرب ، وهي آخر القصص السبع الموردة في السورة . قوله تعالى { كذَّب أصحاب الأيكة المرسلين } إلى قوله { رب العالمين } الأيكة الغيضة الملتف شجرها . قيل إنها كانت غيضة بقرب مدين يسكنها طائفة وكانوا ممن بُعث إليهم شعيب عليه السلام ، وكان أجنبياً منهم ولذلك قيل { إذ قال لهم شعيب } ولم يقل أخوهم شعيب بخلاف هود وصالح فقد كانا نسيبين إلى قومهما وكذا لوط فقد كان نسيباً إلى قومه بالمصاهرة ولذا عبّر عنهم بقوله { أخوهم هود } { أخوهم صالح } { أخوهم لوط } . وقد تقدم تفسير باقي الآيات . قوله تعالى { أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم } الكيل ما يقدّر به المتاع من جهة حجمه وإيفاؤه أن لا ينقص الحجم ، والقسطاس الميزان الذي يقدّر به من جهة وزنه واستقامته أن يزن بالعدل ، والآيتان تأمران بالعدل في الأخذ والإِعطاء بالكيل والوزن . قوله تعالى { ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين } البخس النقص في الوزن والتقدير كما أن الإِخسار النقص في رأس المال . وظاهر السياق أن قوله { ولا تبخسوا الناس أشياءهم } أي سلعهم وأمتعتهم قيد متمم لقوله { وزنوا بالقسطاس المستقيم } كما أن قوله { ولا تكونوا من المخسرين } قيد متمم لقوله { أوفوا الكيل } وقوله { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } تأكيد للنهيين جميعاً أعني قوله { لا تخسروا } وقوله { لا تبخسوا } وبيان لتبعة التطفيف السيئة المشومة . وقوله { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } العثيّ والعَيث الإِفساد ، فقوله { مفسدين } حال مؤكد وقد تقدم في قصة شعيب من سورة هود وفي قوله { وزِنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلاً } الإسراء 35 كلام في كيفية إفساد التطفيف المجتمع الإِنساني ، فراجع . قوله تعالى { واتقوا الذي خلقكم والجبلّة الأولين } قال في المجمع الجبلّة الخليقة التي طبع عليها الشيء . انتهى . فالمراد بالجبلّة ذوو الجبلّة أي أتقوا الله الذي خلقكم وآباءكم الأولين الذين فطرهم وقرَّر في جبلّتهم تقبيح الفساد والاعتراف بشؤمه . ولعل هذا الذي أشرنا إليه من المعنى هو الموجب لتخصيص الجبلّة بالذكر ، وفي الآية على أي حال دعوة إلى توحيد العبادة فإنهم لم يكونوا يتقون الخالق الذي هو رب العالمين . قوله تعالى { قالوا إنما أنت من المسحّرين } إلى قوله { وإن نظنك لمن الكاذبين } تقدم تفسير الصدر ، و { إن } في قوله { إن نظنك } مخففة من الثقيلة . قوله تعالى { فأسقط علينا كسفاً من السماء } الخ ، الكسف بالكسر فالفتح - على ما قيل - جمع كسفة وهي القطعة ، والأمر مبني على التعجيز والاستهزاء . قوله تعالى { قال ربي أعلم بما تعملون } جواب شعيب عن قولهم واقتراحهم منه إتيان العذاب ، وهو كناية عن أنه ليس له من الأمر شيء وإنما الأمر إلى الله لأنه أعلم بما يعملون وأن عملهم هل يستوجب عذاباً ؟ وما هو العذاب الذي يستوجبه إذا استوجب ؟ فهو كقول هود لقومه { إنما العلم عند الله وأُبلِّغكم ما أُرسِلتُ به } الأحقاف 23 . قوله تعالى { فكذَّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلَّة } الخ ، يوم الظلَّة يوم عُذِّب فيه قوم شعيب بظلَّة من الغمام ، وقد تقدم تفصيل قصتهم في سورة هود . قوله تعالى { إن في ذلك لآية } إلى قوله { العزيز الرحيم } تقدم تفسيره . بحث روائي في جوامع الجامع في قوله تعالى { إذ قال لهم شعيب } وفي الحديث أن شعيباً أخا مدين أُرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة . وفي تفسير القمي في قوله تعالى { واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين } قال الخلق الأولين ، وقوله { فكذبوه } قال قوم شعيب { فأخذهم عذاب يوم الظلّة } قال يوم حرّ وسمائم .