Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 25-28)
Tafsir: al-Mīzān fī tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بيان تتضمن الآيات هلاك القوم وتتمة دعاء نوح عليه السلام عليهم . قوله تعالى { مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً } الخ { من } لابتداء الغاية تفيد بحسب المورد التعليل و { ما } زائدة لتأكيد أمر الخطايا وتفخيمه ، والخطيآت المعاصي والذنوب ، وتنكير النار للتفخيم . والمعنى من أجل معاصيهم وذنوبهم أُغرقوا بالطوفان فادخلوا - أدخلهم الله - ناراً لا يقدر عذابها بقدر ، ومن لطيف نظم الآية الجمع بين الأغراق بالماء وإدخال النار . والمراد بالنار نار البرزخ التي يعذب بها المجرمون بين الموت والبعث دون نار الآخرة ، والآية من أدلة البرزخ إذ ليس المراد أنهم أُغرقوا وسيدخلون النار يوم القيامة ، ولا يعبأ بما قيل إن من الجائز أن يراد بها نار الآخرة . وقوله { فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً } أي ينصرونهم في صرف الهلاك والعذاب عنهم . تعريض لأصنامهم وآلهتهم . قوله تعالى { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } الديار نازل الدار ، والآية تتمة دعائه عليه السلام عليهم ، وكان قوله { مما خطيئاتهم أغرقوا } الخ معترضاً واقعاً بين فقرتي الدعاء للاشارة إلى أنهم اهلكوا لما عد نوح من خطيآتهم ولتكون كالتمهيد لسؤاله الهلاك فيتبين أن إغراقهم كان استجابة لدعائه ، وأن العذاب استوعبهم عن آخرهم . قوله تعالى { إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً } تعليل لسؤال اهلاكهم عن آخرهم مفاده أن لا فائدة في بقائهم لا لمن دونهم من المؤمنين فإنهم يضلونهم ، ولا فيمن يلدونه من الأولاد فإنهم لا يلدون إلاَّ فاجراً كفاراً - والفجور الفسق الشنيع والكفار المبالغ في الكفر . وقد استفاد عليه السلام ما ذكره من صفتهم من الوحي الإِلهي على ما تقدم في تفسير قصة نوح من سورة هود . قوله تعالى { رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات } " الخ " المراد بمن دخل بيته مؤمناً المؤمنون به من قومه ، وبالمؤمنين والمؤمنات عامتهم إلى يوم القيامة . وقوله { ولا تزد الظالمين إلا تباراً } التبار الهلاك ، والظاهر أن المراد بالتبار ما يوجب عذاب الآخرة وهو الضلال وهلاك الدنيا بالغرق ، وقد تقدما جميعاً في دعائه ، وهذا الدعاء آخر ما نقل من كلامه عليه السلام في القرآن الكريم .