Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 97-100)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله - سبحانه - { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ } كلام مستأنف منه - تعالى - لبيان نفاذ قدرته ومشيئته . أى ومن يهده الله - تعالى - إلى طريق الحق ، فهو الفائز بالسعادة ، المهدى إلى كل مطلوب حسن ، { ومن يضلل } أى ومن يرد الله - تعالى - إضلاله { فَلَن تَجِدَ لَهُمْ } أيها الرسول الكريم { أولياء } أى نصراء ينصرونهم ويهدونهم إلى طريق الحق { من دونه } عز وجل ، إذ أن الله - تعالى - وحده هو الخالق للهداية والضلالة ، على حسب ما تقتضيه حكمته ومشيئته . وجاء قوله - تعالى - { فهو المهتد } بصيغة الإِفراد حملا على لفظ { من } فى قوله { وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ } وجاء قوله { فَلَن تَجِدَ لَهُمْ } بصيغة الجمع حملا على معناها فى قوله { ومن يضلل } . قالوا ووجه المناسبة فى ذلك - والله أعلم - أنه لما كان الهدى شيئاً واحداً غير متشعب السبل ، ناسبه الإِفراد ، ولما كان الضلال له طرق متشعبة ، كما فى قوله - تعالى - { وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } ناسبه الجمع . ثم بين - سبحانه - الصورة الشنيعة التى يحشر عليها الضالون يوم القيامة فقال { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً … } . والحشر الجمع . يقال حشرت الجند حشراً . أى جمعتهم . وقوله { على وجوههم } حال من الضمير المنصوب فى نحشرهم . وقوله { عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً } أحوال من الضمير المستكن فى قوله { على وجوههم } . أى نجمع هؤلاء الضالين يوم القيامة ، حين يقومون من قبورهم ، ونجعلهم - بقدرتنا - يمشون على وجوههم ، أو يسحبون عليها ، إهانة لهم وتعذيباً ، ويكونون فى هذه الحالة عميا لا يبصرون ، وبكما لا ينطقون ، وصما لا يسمعون . قال الآلوسى ما ملخصه قوله - تعالى - { نَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } إما مشيا ، بأن يزحفوا منكبين عليها . ويشهد له ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن أنس قال " قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحشر الناس على وجوههم ؟ فقال " الذى أمشاهم على أرجلهم ، قادر على أن يمشيهم على وجوههم " . وإما سحبا بأن تجرهم الملائكة منكبين عليها ، كقوله - تعالى - { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } ويشهد له ما أخرجه أحمد والنسائى والحاكم - وصححه - " عن أبى ذر ، أنه تلا هذه الآية . { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } فقال حدثنى الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج فوج طاعمين كاسين راكبين ، وفوج يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم " . وجائز أن يكون الأمران فى حالين الأول عند جمعهم وقبل دخولهم النار ، والثانى عند دخولهم فيها . … ثم قال وزعم بعضهم أن الكلام على المجاز ، وذلك كما يقال للمنصرف عن أمر وهو خائب مهموم انصرف على وجهه … وإياك أن تلتفت إلى - هذا الزعم - أو إلى تأويل نطقت السنة النبوية بخلافه ، ولا تعبأ بقوم يفعلون ذلك " . فإن قيل كيف نوفق بين هذه الآية التى تثبت لهؤلاء الضالين يوم حشرهم العمى والبكم والصمم ، وبين آيات أخرى تثبت لهم فى هذا اليوم الرؤية والكلام والسمع ، كما فى قوله - تعالى - { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ … } وكما فى قوله - سبحانه - { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } وكما فى قوله - عز وجل - { سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } فالجواب أن المراد فى الآية هنا أنهم يحشرون عميا لا يرون ما يسرهم ، وبكما لا ينطقون بحجة تنفعهم ، وصماً لا يسمعون ما يرضيهم … أو أنهم يحشرون كذلك ، ثم تعاد لهم حواسهم بعد ذلك عند الحساب وعند دخولهم النار . أو أنهم عندما يحشرون يوم القيامة ، ويرون ما يرون من أهوال ، تكون أحوالهم كأحوال العمى الصم البكم ، لعظم حيرتهم ، وشدة خوفهم ، وفرط ذهولهم . ثم بين - سبحانه - مآلهم بعد الحشر والحساب فقال { مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } . ومعنى { خبت } هدأت وسكن لهيبها . يقال خبت النار تخبو إذا هدأ لهيبها . أى أن هؤلاء المجرمين مأواهم ومسكنهم ومقرهم جهنم ، كلما سكن لهيب جهنم وهدأ ، بأن أكلت جلودهم ولحومهم ، زدناهم توقدا ، بأن تبدل جلودهم ولحومهم بجلود ولحوم أخرى ، فتعود النار كحالتها الأولى ملتهبة مستعرة . وخبو النار وسكونها لا ينقص شيئاً من عذابهم ، وعلى ذلك فلا تعارض بين هذه الآية وبين قوله - عز وجل - { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنْظَرُونَ } وفى هذه الآية ما فيها من عذاب للكافرين تقشعر من هوله الأبدان ، وترتجف من تصويره النفوس والقلوب ، نسأل الله - تعالى - بفضله ورحمته أن يجنبنا هذا المصير المؤلم . وقوله - عز وجل - { ذَلِكَ جَزَآؤُهُم بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا وَقَالُواْ أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً } بيان للأسباب التى أفضت بهم إلى تلك العاقبة السيئة . أى ذلك الذى نزل بهم من العذاب الشديد ، المتمثل فى حشرهم على وجوههم وفى اشتعال النار بهم ، سببه أنهم كفروا بآياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا وقالوا بإنكار وجهالة أئذا كنا عظاماً نخرة ، ورفاتاً أى وصارت أجسادنا تشبه التراب فى تفتتها وتكسرها ، أئنا بعد ذلك لمعادون إلى الحياة ومبعوثون على هيئة خلق جديد . فالآية الكريمة تحكى تصميمهم على الكفر ، وإنكارهم للبعث والحساب إنكاراً لا مزيد عليه ، لذا كانت عقوبتهم شنيعة ، وعذابهم أليماً . فقد سلط الله - تعالى - عليهم النار تأكل أجزاءهم ، وكلما سكن لهيبها ، أعادها الله - تعالى - ملتهبة مشتعلة على جلود أخرى لهم ، كما قال - تعالى - { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ … } ثم رد - سبحانه - على ما استنكروه من شأن البعث رداً يقنع كل ذى عقل سليم ، فقال - تعالى - { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ … } . والهمزة للاستفهام التوبيخى ، وهى داخلة على محذوف ، والمراد بمثلهم إياهم ، فيكون المعنى أعموا عن الحق ، ولم يعلموا كما يعلم العقلاء ، أن الله - تعالى - الذى خلق السماوات والأرض بقدرته ، وهما أعظم من خلق الناس ، قادر على إعادتهم إلى الحياة مرة أخرى بعد موتهم ، لكى يحاسبهم على أعمالهم فى الدنيا . إن عدم علمهم بذلك ، وإنكارهم له ، لمن أكبر الأدلة على جهلهم وانطماس بصيرتهم ، لأن من قدر على خلق ما هو أعظم وأكبر - وهو السماوات والأرض فهو على إعادة ما هو دونه - وهو الناس - أقدر . قال الشيخ الجمل ما ملخصه قوله { أَوَلَمْ يَرَوْاْ … } هذا رد لإِنكارهم البعث ، ولما استبعدوه من شأنه ، يعنى أن من خلق السماوات والأرض ، كيف يستبعد منه أن يقدر على إعادتهم بأعيانهم … وأراد - سبحانه - … بمثلهم إياهم ، فعبر عن خلقهم بلفظ المثل كقول المتكلمين إن الإِعادة مثل الابتداء ، وذلك أن مثل الشئ مساو له فى حاله ، فجاز أن يعبر به عن الشئ نفسه يقال مثلك لا يفعل كذا ، أى أنت لا تفعله . ويجوز أن يكون المعنى أنه - سبحانه - قادر على أن يخلق عبيداً غيرهم يوحدونه ويقرون بكمال حكمته ، ويتركون هذه الشبهات الفاسدة ، كما فى قوله - تعالى - { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } والأول أشبه بما قبله . وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } وقوله - سبحانه - { أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَىٰ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ٱلْعَلِيمُ … } وبعد أن أقام - سبحانه - الدليل الواضح على أن البعث حق ، وعلى أن إعادة الناس إلى الحياة بعد موتهم أمر ممكن ، أتبع ذلك ببيان أن لهذه الإِعادة وقتاً معلوماً يجريه حسب حكمته - تعالى - فقال { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ } . أى وجعل لهم ميقاتاً محددا لا شك فى حصوله ، وعند حلول هذا الميقات يخرجون من قبورهم للحساب والجزاء ، كما قال - تعالى - { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } والجملة الكريمة وهى قوله { وجعل لهم … } معطوفة على قوله { أَوَلَمْ يَرَوْاْ . . } لأنه فى قوة قولك قد رأوا وعلموا . قال صاحب الكشاف فإن قلت علام عطف قوله { وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً } ؟ قلت على قوله { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } لأن المعنى قد علموا بدليل العقل ، أن من قدر على خلق السماوات والأرض ، فهو قادر على خلق أمثالهم من الإِنس لأنهم ليسوا بأشد خلقاً منهن ، كما قال { أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ } وقوله - سبحانه - { فَأَبَىٰ ٱلظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً } بيان لإِصرارهم على جحود الحق مع علمهم بأنه حق . أى فأبى هؤلاء الظالمون المنكرون للبعث ، إلا جحوداً له وعناداً لمن دعاهم إلى الإِيمان به ، شأن الجاهلين المغرورين الذين استحبوا العمى على الهدى . ثم ختم - سبحانه - الآيات الكريمة بأمر النبى صلى الله عليه وسلم بأن يجابه هؤلاء الظالمين بما جبلوا عليه من بخل وشح ، بعد أن طلبوا منه ما طلبوا من مقترحات متعنتة ، فقال - تعالى - { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنْفَاقِ وَكَانَ ٱلإنْسَانُ قَتُوراً } . والمراد بخزائن رحمة ربى أرزاقه التى وزعها على عباده ، ونعمه التى أنعم بها عليهم . و { قتوراً } من التقتير بمعنى البخل . يقال قتر فلان يقتر - بضم التاء وكسرها - إذا بالغ فى الإِمساك والشح . أى قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء الظالمين الذين أعرضوا عن دعوتك ، وطالبوك بما ليس فى وسعك من تفجير الأرض بالأنهار ، ومن غير ذلك من مقترحاتهم الفاسدة ، قل لهم على سبيل التقريع والتبكيت لو أنكم تملكون - أيها الناس - التصرف فى خزائن الأرزاق التى وزعها الله على خلقه ، إذاً لبخلتم وأمسكتم فى توزيعها عليهم ، مخافة أن يصيبكم الفقر لو أنكم توسعتم فى العطاء ، مع أن خزائن الله لا تنفد أبداً ، ولكن لأن البخل من طبيعتكم فعلتم ذلك . قال بعضهم قوله { لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ } فيه وجهان أحدهما أن المسألة من باب الاشتغال . فأنتم مرفوع بفعل مقدر يفسره هذا الظاهر ، لأن لو لا يليها إلا الفعل ظاهراً أو مضمرا . فهى كإن فى قوله - تعالى - { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ } والأصل لو تملكون ، فحذف الفعل لدلالة ما بعده عليه - والثانى أنه مرفوع بكان ، وقد كثر حذفها بعد لو ، والتقدير لو كنتم تملكون … والمقصود بالإِمساك هنا إمساكهم عن العطاء فى الدنيا ، وهذا لا ينافى قوله - تعالى - { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ … } لأن ذلك حكاية عن أحوالهم فى الآخرة عندما يرون العذاب ، ويتمنون أن يفتدوا أنفسهم منه بأى شئ . وقوله { إذاً } ظرف لتملكون . وقوله { لأمسكتم } جواب لو ، وقوله { خشية الإِنفاق } علة للإِمساك والبخل . وقوله { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ قَتُوراً } أى مبالغاً فى البخل والإِمساك . قال الإِمام ابن كثير والله - تعالى - يصف الإِنسان من حيث هو ، إلا من وفقه الله وهداه ، فإن البخل والجزع والهلع صفة له ، كما قال - تعالى - { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } ولهذا نظائر كثيرة فى القرآن الكريم ، وهذا يدل على كرمه - تعالى - وإحسانه . وقد جاء فى الصحيحين يد الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض ، فإنه لم يغض ما فى يمينه . وقال الآلوسى " وقد بلغت هذه الآية من الوصف بالشح الغاية القصوى التى لا يبلغها الوهم ، حيث أفادت أنهم لو ملكوا خزائن رحمة الله - تعالى - التى لا تتناهى ، وانفردوا بملكها من غير مزاحم ، لأمسكوا عن النفقة من غير مقتض إلا خشية الفقر ، وإن شئت فوازن بقول الشاعر @ ولو ان دارك أنبتت لك أرضها إبراً يضيق بها فناء المنزل وأتاك يوسف يستعيرك إبرة ليخيط قد قميصه لم تفعل @@ مع أن فيه من المبالغات ما يزيد على العشرة ، ترى التفاوت الذى لا يحصر … " . ثم بين - سبحانه - ما يدل على أن العبرة فى الإِيمان ، ليست بعظم الخوارق ووضوحها ، وإنما العبرة بتفتح القلوب للحق ، واستعدادها لقبوله ، وساق - سبحانه - مثلاً لذلك من قصة موسى - عليه السلام - فقد أعطاه من المعجزات البينة ما يشهد بصدقه ، ولكن فرعون وجنده لم تزدهم تلك المعجزات إلا كفراً وعناداً ، فقال - تعالى - { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } .