Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 110-110)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فقد أمرهم - سبحانه - فى هذه الآية بالمواظبة على عمودى الإِسلام وهما العبادة البدنية التى تؤكد حسن صلة العبد بخالقه وهى الصلاة والعبادة المالية التى تؤلف بين قلوب الموسرين والمعسرين وهى الزكاة . وجاءت جملة { وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ } بعد ذلك ، لترغبهم فى فعل الخير على وجه عام ، ولتحثهم على التزود من الأعمال الصالحة سواء أكانت فرضاً أم نفلا . وقال { لأَنْفُسِكُم } للإِشعار بأن ما يقدمه المؤمن من خير إنما يعود نفعه إليه ، وأنه سيجد عند الله نظير ذلك الثواب الجزيل ، والأجر العظيم ، وفى قوله ، عند الله ، إشارة إلى ضخامة الثواب ، لأنه صادر من الغنى الحميد . وجاءت جملة { إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } لتأكيد ذلك الوعد ، فقد دلت على أن الله - تعالى - لا يخفى عليه عمل عامل قليلا كان أو كثيراً . وإذا كان عالماً محيطاً بكل عمل يصدر من الإِنسان ، كانت الأعمال محفوظة عنده - تعالى - ، فلا يضيع منها عمل دون أن يلقى العامل جزاءه يوم الدين . وفى إعادة ذكر اسم الجلالة فى هذه الجملة مع تقدم ذكره فى قوله { تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ } إشعار باستقلال هذه الجملة ، وبشدة الاهتمام بالمعنى الذى تضمنته . كذلك من فوائد إظهار اسم الجلالة فى مقام يجوز فيه الإِضمار ، أن تكون الجملة كحكمة تقال عند كل مناسبة ، بخلاف ما لو أتى بدل الاسم الظاهر بالضمير فإن إلقاءه عند المناسبة يستدعى أن تذكر الجملة السابقة معها حتى يعرف المراد من الضمير . ثم حكى القرآن لوناً من ألوان المزاعم الباطلة التى درج عليها أهل الكتاب ، ورد عليها بما يبطلها فقال { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ … } .