Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 76-77)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أى واذكر - أيضا - أيها المخاطب عبدنا " نوحا " - عليه السلام - { إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ } أى حين نادانا واستجار بنا من قبل زمان إبراهيم ومن جاء بعده من الأنبياء . وهذا النداء الذى نادى به نوح ربه ، قد جاء ذكره فى آيات منها قوله - تعالى - { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } وقوله - سبحانه - { وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ } أى أجبنا له دعاءه ، ولم نخيب له رجاء فينا . { فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } الذين آمنوا به وصدقوه { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } أى من الطوفان العظيم الذى أغرق الكافرين ، والذى كانت أمواجه كالجبال . وأصل الكرب الغم الشديد . يقال فلان كربه هذا الأمر ، إذا ضايقه وجعله فى أقصى درجات الهم والخوف . قال الآلوسى " وكأنه على ما قيل من كرب الأرض ، وهو قلبها بالحفر . إذ الغم يثير النفس إثارة ذلك ، أو من كربت الشمس إذا دنت للمغيب ، فإن الغم الشديد ، تكاد شمس الروح تغرب منه … وفى وصفه بالعظيم تأكيد لشدته " . { وَنَصَرْنَاهُ } بفضلنا وإحساننا { مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا . وعلى أن نوحا رسولا من رسلنا . والمراد بهؤلاء القوم قومه الذين لبث نوح فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما . يدعوهم إلى إخلاص العبادة لله . فلم يؤمن به إلا قليل منهم . { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ } أى إنهم كانوا قوما يعملون أعمال السوء والقبح { فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } بسبب إصرارهم على الكفر والعصيان ، ولم ننج منهم إلا من اتبع نوحا عليه السلام . ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك جانبا من قصة نبيين كريمين هما داود وسليمان فقال - تعالى - { وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ … } .